السبت، 23 أغسطس 2008


؛؛؛كـل عـامـ ومـوتـى فـى قـلـبـكـ بألـف خـير؛؛؛


بالأمس ...

عندما قرأت قوله تعالى ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) .

وجدتنى أردد بطفولة: أنا أحببتك أكثر من المال...

وأكثر من البنون....

وكنت زينة العمر بأجمعه ....

والله وحده يعلم !!

فماذا أهديكـَ فى يوم ميلادى؟؟

أأهديكـَ موتي !!!!!

لا تندهش. . . .

فلم أجد بى . . وحولى . . . ما سيدخل الفرح إلى قلبكـ اذا ما أهديتكـ إياه . . .

سوى موتي !!!

هكذا يخيل إلي ألمي . .

فبالأمس تسربت من واقعى كقطرات الماء الغالية التى كنت أحتفظ بها ..

من أجل لحظات العطش الواقعية . . وتركتنى

لرعب السؤال . . ماذا لو باغتنى العطش وأنت لست معي ؟؟

وبالأمس . .غادرتنى . . .

كما تغادرنى أشياء أحتاجها بقوة ..

كي أبقى على قيد الحلم والحب والأمل . . . والحياة !!

بالأمس. . .

مارست معي غيابكـ خطوة خطوة . .
ـ

ونزفت منى حضوركـ قطرة قطرة . . .

ولمحتكـ تتقاطر منى بسيولة مخيفة كدمى!!

بالأمس . . .

خرجت من أعمق أعماق حياتي . . .

وتركت بي فراغا شوهني . .

فراغا لا يتسع لأحد خلفكـ . . .

أو لشيء بعدكـ!!

بالأمس . . . .

قصصت علي قصة الرحيل . .


والحنين . . .

والموت عند الحنين . . .

وأحداثا أخرى تلت الحنين . .

فأرعبني الانغماس فى تفاصيل لا طاقة لي بها !!

بالأمس . . .

علمتنى كيف إن المفاجأة قد تعصف بنا . . .

إذا ما صادفتنا ذات غفلة عاطفية

وكأنكـ تهيئ قلبي . . لسكتة قلبيه مفاجئة!!!

بالأمس . . . .

سردت على قصة الفارس العاشق بجنون
. . .

وتفاصيل اللحظة الأخيرة بينه وبين معشوقته المجنونة به

وكأنكـ تصف لى طعم الاحتضار الأخير قبل اللفظة الأخيرة !!


بالأمس...

وصفت لى السواد بدقة متناهية . . .

وأسرفت فى الوصف . . . .

كأنكـ تشرح لي لون الأيام بعد رحيلكـ ..

أو كأنكـ تصف لي لون الظلام قبل الإغماضة الأخيرة !!

بالأمس. . . .

تجولت في كل أعماقي . . .

وإتكأت على كل زوايا قلبي . .

وصافحت كل الأحاسيس في داخلي . .

وكأنكـ تتركـ البصمة الأخيرة في الجولة الأخيرة !!!

بالأمس . . . .

خلفتني بين أكوام البقايا كالبقايا . . .

وتركتني بين أوراق الحكاية كالركام المهمل. .

كالقصائد القديمة . . . .

كالتفاصيل المنسية !!

بالأمس . . .

ألقيت بى فى فم الوحدة . .


وأهديتني لذئاب الفراق بلا رحمة. . .

وتركتني لوحوش الاشتياق . .

تنهش في

قدرتي على البقاء من دونكـ. . . والبقاء بعدكـ !!



بالأمس . . . .

أهديتني الحزن مزينا بورق ملون . . .


وأهديتني الرعب ملفوفا بالحرير . . . .

وأهديتني الألم مزركشا بخيوط الذهب !!

بالأمس . . . .

وجدتني مضطرة للانسلاخ من عالمكـ . .

بألم لا يعادله . . .

إلا ألم الانسلاخ من جلدي الملتصق بي !

بالأمس . . .

وجدتنى مضطرة للضحكـ بصوت مرتفع كالبكاء المرير . .

وأنت تلوح لي بكلتا يداكـ مودعا . .

فأردا جناحيكـ للغياب بلا حدود !!

بالأمس . . .

وجدتنى مضطرة لتصديق وعد العودة .
. .

كي أجنب نفسي ذهول فكرة الرحيل بلا عودة !!


وتذكرت أنكـ وعدتني حين ترحل أن تأخذ معكـ

( ذاكرتي )

لكنكـ أخذت (كلي)) معكـ . . وأبقيت لي ذاكرتي !

بالأمس . . . .

وجدتنى أتحول إلى عاشقة من زمن العشق الجميل.

وأتقمص دور قيس .

فأمر على أبوابكـ على غفلة منكـ أقبل ذا الجدار وذا الجدار . .

بالأمس. . . . . . . . .


اكتشفت أنى أحببتكـ جدا

لدرجة أني استهلكت

الكثير من وقتي كي أستوعب فكرة وجودكـ بقربى.

والكثير من صحتي..

كي أستوعب فكرة رحيلكـ عنى !!


بالأمس . . .

حدثتنى عنها بصيغة الماضي . . .

فأغمضت عيني على صدركـ بأمان ..

أنصت باهتمام لحكاية نسيانها المزعوم . . .

ظنا مني أنه لا ثالث لنا سوى الوفاء. .

واستيقظت على طعنة وجودها في ظهر حلمي !!


بالأمس . . . .

حدثتكـ عنه بغباء الأنثى . . .

حاولت أن أشرح لك حجم رعبي من طوفانه. . .

حاولت أن أستنجد بك من جيوش أشواقه التى يحاصرني بها. .

أردت أن تنقذني مني لا منه . .

أن تفتح لي مدائن قلبكـ . .

أن تذيقنى طعم فاكهة الآمان !!

لكنى اكتشفت أن حدائق عمركـ أرض (خوف) لا تنبت أشجار الأمان!!

بالأمس . . .

وقفت أمام المرآة . . .

أتفقد ضفائري

التي ما عشقتها إلا حين تجولت بها أناملكـ . .

وسكنها عطركـ الذي يرفض أن يفارقني منذ أن ألتصق بي . .

وكلما اشتقتكـ التحفت ضفائرى


بحثا عن عطركـ المختبىء بها!!

بالأمس . . .

تركت لكـَ حبات الفراولة التي أعشقها . .

كى تقتاتها إذا ماشدكـ الحنين يوما لعطرى . .

وكي تذكركـ بأنه من هنا . .

من هذا المكان المبعثر بالعشق

مرت امرأة ناضجة عشقتكـ بجنون . .

فهل تدركـ كم يؤلم الناضج جنونه ؟؟

بالأمس. . . .

فتحت دفاتر خيالى بكـ. .

كان كبرياء الأنثى فى داخلي يرد عنى

عن السفر بكـ إلى مدن لم يطرقها خيالكـ !!

بالأمس. . .

ظننت أنكـ لن تحب بعدى . .


وأن لا إمرأة ستأتي بعدي . .

بعد حكاوأن لا حكاية

يتي وأننى ليلكـ الأخير . .

وحكايتكـ الأخيرة . .

وقصيدتكـ الأخيرة . . . .

وشهقتكـ الأخيرة فى وجه الحياة !!

بالأمس . . .

طننت أن شموعكـ الملونة

لن تضيئها في ليلكـ امرأة سواي ..

وأن رقصة العشق الحقيقية

لن تشارككـ بها

مجنونة أخرى . .

وأن نار الحب المتقدة لن تشعلها فى ضلوعكـ أنثى سواي . .

وان رهبة اللقاء الأول لن تكتشفها معكـ مراهقة سواي . . .

وأن ارتعاشه الشوق الأولى لن توقظها بك عاشقة سواي!!


.

. . .

شعرت أن طريقكـ يضيق بي وعلي . . . .

وأن إمرأة أخرى أصبحت تشاركني الطريق بكـ. . .

وتسير بجانبي . . .

وربما سارت على غفلة مني أمامي . . . .

وربما ضاق المكان ( بكـ ) ( بنا )

فاضطررت لإهدائي خارطة الخروج منكـ!!!

بالأمس

قرأتكـ. . . . . . . . .

ليست المرة الأولى التي أقرأكـ بها . .

وليست المائة . . .

وربما ليست الألف . .

قرأتكـ كثيرا . . .

في حضوركـ . . .

في غيابكـ. . . .

بالقرب منكـ. .

بعيدا عنكـ. . .


أمام عينيكـ. . .

وراء ظهركـ . .


قرأتكـ بكل أوضاع الحب وجهاته . . .

وشعرت بكـ بالعمق الذي لا يصل إليه خيالكـ . .

ولن تبحر إليه قوارب أفكاركـ يوما !

بالأمس. . . . .

أبحرت كعادتي بكـ !!

كررت جريمة القراءة لكـ . .

شرحت حروفكـ أكثر من العادة. . . .

فكرت باستئصال أورام الحروف التي لا تمت لي بصلة. . .

فكرت بمص دماء الكلمات التي لا تحتويني . . . . .

كي تتحول إلى جمل شاحبة . .

وتلفظ بعد الشحوب أنفاسها. .

بالأمس. . .

ظننت أن لا شيء سيملأ الفراغ خلفكـ
. .

لكن دموعي ملأته. . .

وظننت أن لاشيئ سيوقف بكائي عليكـ. . .

لكن صوت سقوطكـ المرتفع . . . أوقفه !!

بالأمس . . . .

تنازلت عن حلمي القديم بكـ . .

فما عدت أحلم بعين زرقاء اليمامة كي أراكـ من بعيد . . .

بعد أن اكتشفت أنك تظهر في الظلمة . . بشكل أوضح !!

بالأمس. . .

اكتشفت أني كنت من النقاء. . . .والبلاهة . . . والغباء

بحيث لم أستوعب درس الغدر . . . .

برغم الإعادة . . . والتكرار !!!

بالأمس. . . .

اكتشفت أن الوقت غدر بي مرتين

المرة الأولى عندما جاء بكـَ. . ( بعد ). . . أوانك

فهزمني!!

( والمرة الثانية عندما مضى بكـَ. . . .

( قبل ) . . .أوانك . . . . . فقتلني!!

بالأمس. . . .

تأكدت أن أصعب تجربة عشتها ( معكـ) . .

تجربة اختراع الأمان . .

وأصعب تجربة عشتها (بعدكـ) تجربة اختراع النسيان!!

بالأمس. . . . .

إسترجعتنى . . .


استرجعت تفاصيل حكايتي معكـ. . .

جنوني بكـ. . .

وجنوني معكـ. . .

ولمحت نضجي يتوارى خجلا من عقلي . . . . . .

تلك المجنونة لا تمت بصلة لي . .

تلك العاشقة لم تكن أنا!!

بالأمس...إسترجعتكـ . . .بكل تفاصيلكـ. .

.بجنونكـ. . .

بغيرتكـ. . .

بلهفتكـ. .

.بوصاياكـ. . .

بطفولتكـ. .

بمراهقتكـ. .

برجولتكـ. . .

بقسوتكـ. . .



بشرقيتكـ. .

بخياناتكـ. .





بادعاءاتكـ. . .


بأنانيتكـ. .


بخبثكـ. .

بخيركـ. . .

بشركـ. . ؟؟

وأنهكني الاسترجاع!!

بالأمس . . .
سرقت نفسكـ من عالمي . .

من وجودي الذي عشقكـ كوجودي !

وأبقيتني بلا ( أنتْ ) !!

بالأمس

سرقتني منى . . .


سرقت أنا من ( أنا ) . .

وأبقيتني بلا (أنا )!!

ترى . . . .


هل تدركـ مقدار الرعب . .


أن أبقى بلا ( أنت ) وبلا ( أنا )؟؟؟

لكنى . . . .


برغم رعب الفكرة . .بقيت . . بلاكـ . . .وبلاي !!

وهاهو عام جديد يأتي من حياتى أهديكـ فيه موتى . .


فموتى كل ما أملكه الآن . . . .

لحظة ..

اعتذر. . . . . . . . . .

أكتشفت أنه حتى موتي لا أملكه . . .

وإن ملكته يوما فهو لكـ . . .


حتما هو لكـ !!

فــكــل عــام يــاســيــدي . .

ومــوتــي فــي قــلــبــكـ . . . بــألـف خــيــر !!
مع تحياتى ........

احمد راجح

العمده

ليست هناك تعليقات: